الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
اعلم أن الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر، وكان أحدهما يتعدى بحرف، والآخر بآخر، فإن العرب تتسع، فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه، إيذانا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر، فلذلك جيء معه بالحرف المعتاد مع ما هو في معناه" (1).فإتيان الفعل متعديا بحرف غير معتاد تعديه به هي أكثر صور التضمين ورودا ولأجلها اشتهر الخلاف بين النحويين في نيابة حروف الجر بعضها مناب بعض:فالأخفش والمبرد وابن السراج، يقولون بإقامة حروف الجر بعضها مقام بعض (2) وهو القول الذي اشتهر عند المتأخرين بأنه قول الكوفيين (3).والفراء والزجاج وابن جني وأكثر المتأخرين يقولون: لا نيابة بين الحروف، ويضمن الفعل الذي تعدى بحرف جر غير معتاد تعديه به معنى فعل آخر يتعدى بذلك الحرف، إن أمكن ذلك وإلا فهو من وضع أحد الحرفين موضع الآخر على سبيل الشذوذ (4)، وهو القول الذي اشتهر عند المتأخرين بأنه قول البصريين (5).- - - - - - - - - -(1) الخصائص: 2 /306- 309. وينظر: إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج: 3 /806، والاقتضاب: 1 /338- 342.(2) ينظر: معاني القرآن للأخفش: 1 /205- 206، والكامل: 2 /721- 722، 1000- 1001، والمقتضب: 2 /319- 320، وجامع البيان: 1 /298- 299، الأصول في النحو: 1 /414- 415.(3) ينظر: الاقتضاب: 1 /338، والجني الداني: 46، ومغني اللبيب: 151، ومعاني النحو: 3 /6.(4) ينظر: معاني القرآن للفراء: 2 /251، 299- 300، ومعاني القرآن وإعرابه: 1 /416- 417، وشرح الجمل لابن عصفور: 1 /519- 520، وشرح الكافية: 2 /345.(5) ينظر: الاقتضاب: 1 /338، والجني الداني: 46، ومغني اللبيب: 150- 151، 861، ومعاني النحو: 3 /6
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 72- مجلد رقم: 1
|